وبيّن، أن المجلس تطرق إلى ما توليه المملكة من الحرص على تطوير العلاقات القائمة مع المجموعات والمنظمات الدولية؛ بما يحقق المصالح المشتركة، وذلك في سياق تناوله مذكرة ترتيبات التعاون الموقعة بين وزارة الخارجية وجهاز العمل الخارجي في الاتحاد الأوروبي، التي ستسهم في تعزيز التعاون المشترك في المجالات كافة. واطلّع مجلس الوزراء، على الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، من بينها موضوعات اشترك مجلس الشورى في دراستها، كما اطلع على ما انتهى إليه كل من مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ومجلس الشؤون السياسية والأمنية، واللجنة العامة لمجلس الوزراء، وهيئة الخبراء بمجلس الوزراء في شأنها. وقد انتهى المجلس إلى ما يلي: أولاً: الموافقة على اتفاقية بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة جمهورية العراق لتجنب الازدواج الضريبي في شأن الضرائب على الدخل وعلى رأس المال ولمنع التهرب والتجنب الضريبي. ثانياً: تمديد العمل ببرنامج الرهن الميسر، وذلك لمدة (ثلاث) سنوات تبدأ من نهاية المدة المنصوص عليها في قرار مجلس الوزراء رقم (391) وتاريخ 17/ 7/ 1439هـ. ثالثاً: نقل اختصاص إصدار شهادات المنشأ لجميع المنتجات الوطنية من وزارة التجارة إلى وزارة الصناعة والثروة المعدنية.
وفي حقيقة الأمر، فإن أطروحة فوكوياما لم تكن إلا إعادة إنتاج لنظرية نهاية التاريخ لفيلسوف العصر التنويري في القرن الثامن عشر، جورج فيلهلم هيغل، الذي افترض أنَّ التاريخ لا يتحرك بطريقة فوضوية وعبثية، أو وفق منهج لا معياري ولاعقلاني. فحركة التاريخ - كما افترض هيغل - تجري في مسار خطي، ووفق إيقاع منظم ودقيق، وتحكمه قوانين حتمية تستهدف الوصول إلى غاية التاريخ التي تتجلى في العقل المطلق، والتي برزت في أوضح صورها في صيغة الحكم الملكي المطلق المستنير للدولة البروسية في القرن الثامن عشر. فمن منظور هيغل، فإنَّ العقل الكوني هو منظم حركة التاريخ، وهو الذي يضبط مساره، ويحدد اتجاهاته، وينظم صراعاته الجدلية بطريقة دقيقة، حتى يصل إلى ضفاف غايات الحريات الاجتماعية، التي تعبر عنها في صيغتها النهائية الدولة المدنية الحديثة. إذْ أكد هيغل أنَّ الحريات الفردية السابقة للدولة المدنية تعبر عن حالة الطبيعة الأولى للإنسان، التي يعيش في ظلها في حالة مكتملة الشروط من الفوضى واللامسوؤلية والاقتتال الجماعي؛ حيث يرى هيغل أنَّه لا حرية بغير دولة مدنية حديثة، ومن غير بنية تلك الدولة الحديثة ستغدو الحرية فوضى واستلاباً كلياً لكل مقومات بقاء الإنسان وحياته.
وبين أن أكثر ما يحرك عاطفة الأمير محمد بن سلمان هم الشهداء ويراهم كأبناء ويتأثر جداً لفقدانهم.
وهناك من لجأ إلى شراء الجنسية الأجنبية ليهرب هو وعائلته وأمواله، بعد أن صادر بن سلمان أموال الأثرياء. يُتوقع أن محمد بن سلمان هو من سيعجّل بنهاية حكم عائلته، وإسقاط عرشها الذي امتد لما يقرب من مئة عام، بسبب سياسته التي خالفت ما كان عليه أسلافه من قبل، على المستويين الداخلي والخارجي. ومن أبرز مظاهر اختلافه عمن سبقوه أنه داخلياً تصرف بتهور شديد حين أعلن حربه على الوهابية، التي هي المرتكز الأساسي لشرعية آل سعود، ودعم ذلك بتهميش دور هيئة كبار العلماء وإلغاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وباعتقال المشايخ الذين لم يجاروه في سياساته. كما عرف عهد بن سلمان قمعاً للمثقفين غير مسبوق؛ فاعتقل العديد من الكتاب والصحفيين والاقتصاديين والعلماء ونشطاء حقوق الإنسان، وقد شمل ذلك الرجال والنساء دون تمييز، ناهيك عن الإخفاء القسري لبعض المعتقلين، والتحرش الجنسي الذي طال الناشطات اللائي وصل الأمر مع بعضهن إلى التهديد بالاغتصاب والقتل، على لسان سعود القحطاني مستشار بن سلمان. تمكن بن سلمان من نشر الرعب بين أفراد الشعب عن طريق المراقبة والتجسس على وسائل التواصل الاجتماعي التي كانت المتنفس الوحيد لهم، واستطاع بذلك التوصل إلى معرفة هويات بعض النشطاء الذين استخدموا أسماء وهمية، وإلقاء القبض عليهم وإيداعهم السجون، كما لا يمكننا في هذا المقام نسيان واقعة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي -رحمه الله- داخل القنصلية السعودية بإسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018.